سعر سهم تسلا عند الاكتتاب والكثير من التفاصيل الهامة حوله يبينه موقع ثري .
هل تعلم كم سعر سهم تسلا عند الاكتتاب ؟
في عالم الاستثمار، تُعتبر قصص النجاح الساحقة مصدر إلهام وتحليل دائمين، ولا شك أن شركة تسلا (Tesla Inc.) وسهمها الاستثماري من أبرز هذه القصص في العصر الحديث.
لقد شقّت تسلا طريقها من كونها شركة ناشئة تشكك في جدواها الأسواق المالية، إلى واحدة من أكثر الشركات قيمة في العالم.
ولكن لفهم هذه القفزة النوعية، لا بد من العودة إلى النقطة المحورية: سعر سهم تسلا عند الاكتتاب العام الأولي (IPO)، وتحليل ما وراء هذا السعر، والسياق الذي تم فيه، وأثره في السنوات اللاحقة.
البداية: تسلا قبل الاكتتاب
تأسست شركة تسلا في عام 2003 على يد مجموعة من المهندسين ورجال الأعمال من بينهم مارتن إيبرهارد، مارك تاربينينغ، وبرز لاحقًا اسم إيلون ماسك كمستثمر رئيسي وقائد لرؤية الشركة.
كانت تسلا تسعى لتغيير مستقبل السيارات من خلال إنتاج سيارات كهربائية عالية الأداء وصديقة للبيئة، وهو طموح بدا للكثيرين حينها وكأنه حلم بعيد المنال.
في تلك الفترة، كان معظم المستثمرين يشككون في قدرة شركة ناشئة على تحدي عمالقة السيارات التقليدية مثل جنرال موتورز وفورد، ناهيك عن تكاليف تصنيع السيارات الكهربائية وتطوير تقنيات البطاريات.
الطريق إلى الاكتتاب
قبل الاكتتاب، كانت تسلا تموّل عملياتها من خلال الاستثمارات الخاصة والدعم الحكومي، ولكن مع تزايد التكاليف المرتبطة بتطوير سيارة “Roadster” ومرافق الإنتاج، كان من الواضح أن الشركة بحاجة إلى تدفق مالي أكبر، ولهذا قررت تسلا التوجه نحو الاكتتاب العام في سوق الأسهم.
وفي 29 يونيو 2010، طرحت تسلا أسهمها للاكتتاب العام في بورصة ناسداك تحت الرمز TSLA، لتصبح بذلك أول شركة سيارات أمريكية تطرح أسهمها للاكتتاب منذ شركة فورد عام 1956.
سعر سهم تسلا عند الاكتتاب
عُرض سهم تسلا عند الاكتتاب بسعر 17 دولارًا أمريكيًا للسهم الواحد.
هذا السعر كان أعلى من النطاق السعري المتوقع سابقًا (والذي كان بين 14 و16 دولارًا)، مما يعكس زيادة في الطلب على السهم قبيل الطرح.
تم بيع حوالي 13.3 مليون سهم، مما جمع ما يقرب من 226 مليون دولار لصالح الشركة.
وكان هذا الرقم مهمًا جدًا بالنسبة لتسلا، إذ مكنها من تسديد بعض ديونها، واستثمار المبلغ في تطوير سياراتها، وفتح مصانع جديدة.
ردة فعل السوق بعد الاكتتاب
في أول يوم تداول، قفز السهم بنسبة 41% ليغلق عند 23.89 دولارًا، مما يشير إلى حماس المستثمرين تجاه مستقبل الشركة.
لكن بعد هذا الصعود، شهد السهم تقلبات ملحوظة لعدة أشهر، مع الكثير من الشكوك حول ما إذا كانت تسلا ستتمكن من تحقيق ربح مستدام.
استغرق الأمر عدة سنوات قبل أن يبدأ سهم تسلا بالصعود الثابت.
السبب ؟ بدأت الشركة تدريجياً بإثبات قدرتها على الوفاء بوعودها، خصوصًا مع إطلاق موديلات مثل “Model S” ثم “Model 3”.
فهم تسعير الاكتتاب: لماذا 17 دولار ؟
تسعير السهم عند الاكتتاب ليس عشوائيًا.
يتم بالتعاون بين الشركة والمكتتبين الرئيسيين (البنوك الاستثمارية) بناءً على عدة عوامل:
القيمة السوقية المتوقعة للشركة.
الإيرادات والخسائر التاريخية.
نموذج الأعمال والفرص المستقبلية.
مستوى الطلب من المستثمرين قبل الطرح.
في حالة تسلا، لم تكن شركة مربحة بعد، لكنها كانت تمتلك نموذجًا فريدًا وأفكارًا ثورية في صناعة السيارات.
ولذلك اعتُبر سعر 17 دولارًا متوازنًا نسبيًا – مرتفع بما يكفي لعكس الطموح، لكنه منخفض بما يكفي لتقليل المخاطر للمستثمرين الأوائل.
ما حدث بعد الاكتتاب: السهم الذي تجاوز التوقعات
في العقد التالي للاكتتاب، أصبح سهم تسلا واحدًا من أكثر الأسهم ارتفاعًا في تاريخ الأسواق المالية.
فبعد تقسيمات الأسهم (stock splits) المتعددة، وتحقيق الشركة لأرباح فصلية، ودخولها في مؤشرات كبرى مثل S&P 500، تضاعف سعر السهم بشكل خيالي.
على سبيل المثال، بعد أخذ تقسيم الأسهم في عام 2020 بعين الاعتبار، فإن السهم بسعر 17 دولارًا عند الاكتتاب يعادل أقل من دولار واحد بالقيمة المعدلة اليوم، بينما تجاوز سعر السهم فعليًا في بعض الفترات ألف دولار قبل أي تقسيم، مما يجعل العائد على الاستثمار فلكيًا للمستثمرين الأوائل.
ماذا يمكن أن نتعلم من تسعير سهم تسلا ؟
الاستثمار في الشركات المبتكرة يحمل مخاطر عالية، لكنه قد يجلب مكاسب خرافية.
تسعير الاكتتاب لا يُظهر دائمًا القيمة الحقيقية للشركة، خصوصًا في الشركات ذات النمو العالي.
الصبر من أهم عناصر الاستثمار، لأن الشركات الثورية تحتاج إلى وقت لإثبات جدارتها.
التحليل العاطفي من قبل السوق يمكن أن يكون مؤثرًا جدًا في تقلب الأسعار.
هل ما زال سهم تسلا جذابًا ؟
هذا السؤال يعود إلى نظرة المستثمر حول مستقبل الشركة.
فبعد أن أصبحت تسلا لاعبًا رئيسيًا في صناعة السيارات، وتوسعت في مجالات مثل الطاقة الشمسية، الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، فإن الآراء تختلف حول تقييم السهم.
البعض يرى أن السهم مبالغ في قيمته، والبعض الآخر يعتقد أن تسلا لا تزال في بدايات ما يمكن أن تصبح عليه.
ما هو سعر سهم تسلا عند الطرح الأولي ؟
تم تسعير سهم تسلا عند الاكتتاب بسعر 17 دولارًا أمريكيًا في 29 يونيو 2010.
وقد تجاوز هذا السعر توقعات السوق، مما يعكس اهتمامًا كبيرًا من المستثمرين حينها.
لماذا اختارت تسلا هذا السعر بالتحديد ؟
السعر جاء نتيجة مشاورات بين تسلا والبنوك الاستثمارية (مثل غولدمان ساكس)، حيث تم تقييم الطلب في السوق والمخاطر والمكاسب المستقبلية.
الهدف كان تحقيق توازن بين جذب المستثمرين وجمع رأس مال كافٍ لتوسعة الشركة.
كيف كان أداء السهم بعد الاكتتاب مباشرة ؟
ارتفع السهم بنسبة 41% في أول يوم تداول، وهو ما كان مؤشرًا على تفاؤل السوق، لكن لاحقًا شهد السهم تذبذبات نتيجة الشكوك حول قدرة الشركة على تحقيق الأرباح.
هل كان الاستثمار في تسلا عند الاكتتاب فكرة جيدة ؟
نعم، جدًا.
لو استثمرت 1,000 دولار عند الاكتتاب واحتفظت بالسهم حتى اليوم، فإن قيمة الاستثمار ستكون بمئات الآلاف من الدولارات، بعد احتساب تقسيمات السهم والنمو الهائل في سعره.
هل كانت تسلا تحقق أرباحًا عند الاكتتاب ؟
لا، كانت تسلا شركة خاسرة وقت الاكتتاب.
لكنها كانت تُعتبر شركة ذات “نمو مرتفع” (High Growth) وبالتالي كان التقييم مبنيًا على الإمكانيات المستقبلية أكثر من الأرباح الحالية.
ما الفرق بين سعر الاكتتاب وسعر السوق ؟
سعر الاكتتاب هو السعر المحدد مسبقًا لبيع الأسهم للمستثمرين قبل أن تُدرج في البورصة.
أما سعر السوق فهو السعر الذي يتداول به السهم بعد فتح السوق ويحدده العرض والطلب.
هل يمكن تكرار تجربة تسلا مع شركات أخرى ؟
نعم، لكن مع الحذر.
شركات مثل “آبل” و”أمازون” و”نتفليكس” شهدت صعودًا مماثلًا، لكن كثيرًا من الشركات الأخرى فشلت.
يتطلب الأمر رؤية قوية، قيادة متميزة، ومنتج يُحدث فرقًا حقيقيًا في السوق.
ما العوامل التي أثرت في تحديد القيمة السوقية لشركة تسلا عند الاكتتاب ؟
القيمة السوقية لتسلا عند الاكتتاب تأثرت بعدة عوامل حاسمة، منها:
نموذج الأعمال الفريد: تسلا لم تكن شركة سيارات عادية، بل شركة تكنولوجية تركز على الطاقة المستدامة.
هذا النموذج جذب أنظار المستثمرين الطموحين.
القيادة بقيادة إيلون ماسك: شخصية ماسك الكاريزمية والمحفّزة جعلت المستثمرين يؤمنون برؤيته، رغم أن الشركة كانت خاسرة في ذلك الوقت.
الطلب المرتفع من المستثمرين الأوائل: رغم الشكوك، أبدى كثير من المستثمرين رغبة في حجز أسهم من الاكتتاب، ما دفع تسعير السهم إلى أعلى من المتوقع.
التوجه العالمي للطاقة النظيفة: مع تزايد القلق حول تغير المناخ، زادت قيمة الشركات التي تقدم حلولاً خضراء مثل تسلا.
كل هذه العوامل تداخلت لتجعل تسعير السهم عند 17 دولارًا يبدو معقولاً بالنسبة للمستثمرين الذين رأوا في تسلا أكثر من مجرد شركة سيارات.
ما الفرق بين الاكتتاب في شركة ناشئة مثل تسلا وبين الاكتتاب في شركة تقليدية ؟
الاكتتاب في شركة ناشئة مثل تسلا وقتها يختلف جذريًا عن الاكتتاب في شركات تقليدية من عدة نواحٍ:
المخاطر أعلى: الشركات الناشئة عادة لا تكون مربحة، وقد تواجه مصير الفشل بنسبة أكبر من الشركات الراسخة.
الفرص أكبر: العائدات من شركات مثل تسلا أو أمازون يمكن أن تكون هائلة إذا نجحت الشركة.
الاعتماد على “الرؤية” لا البيانات: الشركات التقليدية تملك بيانات مالية قوية، بينما الناشئة تروّج لرؤية مستقبلية أكثر من واقع ملموس.
التقييم يعتمد على الابتكار: نجاح تسلا في تحدي عمالقة السيارات أضاف بُعدًا ابتكاريًا جذب المستثمرين رغم عدم وجود أرباح.
كيف كانت بيئة السوق المالية عام 2010 وقت اكتتاب تسلا ؟
سنة 2010 كانت فترة تعافٍ اقتصادي بعد الأزمة المالية العالمية التي ضربت الأسواق في 2008-2009. كانت هناك عدة خصائص مؤثرة:
تشاؤم عام في السوق: كثير من المستثمرين كانوا لا يزالون حذرين، مما جعل الاكتتاب في شركات غير ربحية محفوفًا بالمخاطر.
ارتفاع في عدد الاكتتابات التكنولوجية: بدأت الأسواق تتقبل مجددًا الشركات الناشئة خصوصًا في قطاع التكنولوجيا.
قلق من فشل تسلا: لم يكن أحد يضمن استمرار الشركة، خاصة وأنها لم تكن تملك بعد القدرة الإنتاجية الكاملة.
ومع ذلك، جاذبية تسلا كسفينة تغيير في الصناعة دفعت الكثيرين للمراهنة عليها.
هل تم تقسيم سهم تسلا منذ الاكتتاب ؟ وكيف يؤثر ذلك على حساب السعر الحالي ؟
نعم، تم تقسيم سهم تسلا عدة مرات، مما أثر على حساب السعر التاريخي:
في أغسطس 2020: تم تقسيم السهم بنسبة 5:1.
في أغسطس 2022: تم تقسيم السهم بنسبة 3:1.
بناءً على هذه التقسيمات، فإن السهم الذي اشتريته بسعر 17 دولارًا في 2010 أصبح يعادل 15 سهمًا تقريبًا اليوم (5 × 3 = 15).
إذا كان سعر سهم تسلا الآن مثلاً 200 دولار، فإن السهم الواحد من 2010 يعادل حاليًا 3000 دولار (200 × 15).
وهذا يعني أن العائد على الاستثمار تضاعف بمئات المرات.
ما نوع المستثمرين الذين اشتروا أسهم تسلا في الاكتتاب ؟
في بداية طرح سهم تسلا، اجتذب السهم نوعين رئيسيين من المستثمرين:
المستثمرون المخاطرون (Venture-style investors): هؤلاء يبحثون عن فرص عالية العائد، ولا يخافون من الخسارة.
كثير منهم رأوا في تسلا فرصة “الجيل القادم” في النقل والطاقة.
المؤسسات المالية: مثل صناديق التحوط وبعض البنوك الاستثمارية التي شاركت بهدف الربح قصير إلى متوسط الأجل.
أما المستثمرون التقليديون، فقد أحجم كثير منهم عن الدخول في اكتتاب تسلا، معتبرين أن تقييم الشركة مبني على طموحات غير مؤكدة.
هل يمكن اعتبار تسعير سهم تسلا عند الاكتتاب “رخيصًا” مقارنة بما أصبح عليه ؟
نعم، من منظور اليوم، كان السعر رخيصًا للغاية.
ولكن من منظور عام 2010، لم يكن السعر منخفضًا:
تقييم الشركة وقتها وصل إلى 1.6 مليار دولار، وهو رقم كبير بالنسبة لشركة لم تحقق أرباحًا بعد.
المخاطر كانت عالية جدًا، وكانت هناك احتمالات جدية بأن تفشل تسلا في الإنتاج والتوزيع والمنافسة.
لكن بعد أن حققت الشركة نجاحًا استثنائيًا في مجالات متعددة، فإن السعر يبدو الآن وكأنه “فرصة العمر”.
وهذا يُظهر كيف يمكن للتقييم أن يختلف باختلاف الزمن والإنجاز.
كيف أثرت تجربة تسلا على سوق الاكتتابات بعد عام 2010 ؟
تجربة تسلا ألهمت العديد من الشركات الناشئة، خاصة في مجالات التكنولوجيا والطاقة، للتوجه إلى الأسواق العامة.
بعض التأثيرات تشمل:
تشجيع شركات خاسرة على الطرح العام: لم يعد من الضروري أن تكون الشركة مربحة للاكتتاب، بل يكفي أن يكون لديها رؤية قابلة للنمو.
زيادة شهية المستثمرين للمخاطرة: بدأت الصناديق الاستثمارية تبحث عن “تسلا القادمة” في كل قطاع.
ظهور موجات اكتتاب لشركات EV وTech: مثل NIO، Rivian، Lucid Motors، وغيرها.
كما أعادت تسلا تعريف مفهوم “شركة السيارات”، بحيث أصبحت الشركات التكنولوجية ترى إمكانية دخولها لهذا السوق بشروط جديدة.
قناة ثري على اليوتيوب : اضغط هنا لمشاهدة الفيديوهات .