سعر اكتتاب ارامكو العوامل التي أثرت فيه ، والنتائج التي ترتبت عليه ، بالإضافة إلى تحليل مفصل تقدمة موقع ثري .
كم سعر اكتتاب ارامكو اليوم ؟
في عالم المال والاستثمار، قليل من الأحداث يمكنها أن تثير ضجة بحجم اكتتاب شركة ارامكو السعودية.
فبينما تُعتبر ارامكو واحدة من أضخم شركات الطاقة في العالم، فإن طرح جزء من أسهمها للتداول في السوق المالية السعودية (تداول) كان بمثابة حدث تاريخي، ليس فقط على مستوى المملكة، بل على مستوى العالم بأسره.
في هذا المقال، سنأخذك في رحلة عميقة نستعرض خلالها سعر اكتتاب ارامكو ، العوامل التي أثرت فيه، والنتائج التي ترتبت عليه، بالإضافة إلى تحليل مفصل للأسئلة الأكثر تداولًا حول هذا الطرح التاريخي.
ما هو الاكتتاب العام ؟ ولماذا كان اكتتاب ارامكو مختلفًا ؟
الاكتتاب العام الأولي (IPO) هو العملية التي تقوم من خلالها شركة خاصة بطرح أسهمها للبيع في السوق المالية لأول مرة، بهدف جمع رأس مال جديد أو إتاحة الفرصة للمستثمرين للدخول في ملكية الشركة.
لكن اكتتاب ارامكو لم يكن اكتتابًا عاديًا.
لقد كان الأكبر على الإطلاق من حيث القيمة، ورافقته تغطية إعلامية عالمية واسعة، واهتمام من المستثمرين الدوليين والمؤسسات المالية الكبرى.
فمنذ الإعلان الأول عن نية الطرح، كان واضحًا أن هذا الاكتتاب سيشكل نقطة تحول في السوق المالية السعودية، بل وسيمثل معيارًا جديدًا لعمليات الطرح العام في المنطقة.
تفاصيل سعر اكتتاب ارامكو : الأرقام تتحدث
تم الإعلان عن الطرح العام الأولي لشركة ارامكو في نوفمبر 2019، وتم تسعير السهم عند 32 ريالًا سعوديًا (ما يعادل حوالي 8.53 دولار أمريكي وقتها).
وقد تم تخصيص 1.5% من أسهم الشركة للاكتتاب العام، ما يعادل 3 مليارات سهم، مما أدى إلى جمع نحو 96 مليار ريال سعودي (ما يقارب 25.6 مليار دولار)، وهو أكبر اكتتاب في التاريخ متجاوزًا اكتتاب شركة علي بابا الصينية.
وقد قسمت الأسهم المطروحة إلى شريحتين:
شريحة المؤسسات: والتي شملت صناديق الاستثمار والبنوك الدولية، وقد لاقت تغطية بلغت 465%.
شريحة الأفراد: وبلغت تغطيتها 148%.
كيف تم تحديد سعر اكتتاب ارامكو ؟
تحديد سعر الاكتتاب لم يكن عشوائيًا، بل تم وفق آلية بناء سجل الأوامر Book Building، حيث يتم تلقي العروض من المستثمرين وتحديد السعر النهائي بناءً على مستوى الطلب.
وقد أعلنت ارامكو أن النطاق السعري للاكتتاب سيكون ما بين 30 إلى 32 ريالًا سعوديًا، لكن الإقبال الكبير على الأسهم أدى إلى تثبيت السعر عند الحد الأعلى، أي 32 ريالًا.
هذا السعر عكس ثقة المستثمرين في الشركة، وإيمانهم بقدرتها على تحقيق أرباح مستقبلية رغم التحديات التي تواجه قطاع الطاقة عالميًا.
ماذا حدث بعد اكتتاب ارامكو ؟ أداء السهم في السوق
في أول يوم تداول، وهو 11 ديسمبر 2019، ارتفع سهم ارامكو بنسبة 10% ليصل إلى 35.2 ريالًا سعوديًا، وهو الحد الأعلى المسموح به في تداول يوم الإدراج.
وفي اليوم التالي، واصل السهم صعوده ليصل إلى 38.7 ريالًا، ما دفع القيمة السوقية للشركة إلى تجاوز تريليوني دولار، لتصبح ارامكو أول شركة في التاريخ تصل إلى هذا التقييم.
ورغم التقلبات التي شهدها السوق العالمي، خاصة خلال جائحة كورونا وتذبذب أسعار النفط، فإن السهم أثبت صموده في السوق، وتم توزيعه بعناية في المحافظ الاستثمارية، سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات.
لماذا اكتتاب ارامكو كان لحظة فاصلة للاقتصاد السعودي ؟
شكّل اكتتاب ارامكو جزءًا محوريًا من رؤية المملكة 2030، والتي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل الوطني وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للعائدات الحكومية.
وقد تم توجيه عائدات الاكتتاب إلى صندوق الاستثمارات العامة (PIF)، والذي يُعد المحرك الرئيسي للعديد من المشاريع التنموية والاستثمارية الكبرى داخل وخارج المملكة.
كما ساهم الطرح في تعزيز عمق السوق المالية السعودية، وزيادة جاذبيتها للمستثمرين العالميين، وهو ما ظهر في إدراج السوق ضمن مؤشرات عالمية مثل MSCI وFTSE.
العوامل التي تؤثر في أداء السهم بعد الاكتتاب
بعد أي اكتتاب عام، يبقى الأداء المستقبلي للسهم مرتبطًا بعدة عوامل رئيسية:
أسعار النفط العالمية: كون ارامكو شركة نفطية، فإن أسعار النفط تؤثر بشكل مباشر على إيراداتها وأرباحها.
سياسات التوزيعات النقدية: حيث وعدت الشركة بتوزيعات سخية، ما يجعل السهم جاذبًا للمستثمرين الباحثين عن دخل ثابت.
الأوضاع الجيوسياسية: باعتبار ارامكو جزءًا من اقتصاد دولة محورية في المنطقة.
الاستدامة والتحول إلى الطاقة النظيفة: وهو تحدٍ طويل الأجل ستواجهه الشركة مع التحولات العالمية في قطاع الطاقة.
اكتتاب ارامكو في عيون العالم
لاقى اكتتاب ارامكو اهتمامًا غير مسبوق من الإعلام العالمي والمحللين الماليين، واعتُبر مقياسًا لثقة العالم في الاقتصاد السعودي.
وقد وُصِف بأنه “الاختبار الأكبر لمدى قدرة المملكة على تنفيذ خططها الاقتصادية الطموحة”.
ورغم بعض التحفظات من مؤسسات دولية على التقييم أو مستوى الشفافية، فإن السوق أثبت لاحقًا أن الثقة المحلية والدولية كانت في محلها.
ما هو سعر اكتتاب ارامكو الرسمي ؟
تم تسعير السهم في اكتتاب ارامكو عند 32 ريالًا سعوديًا، وهو الحد الأعلى للنطاق السعري المعلن مسبقًا.
وتم اختيار هذا السعر بناءً على حجم الطلب الكبير من المستثمرين، خصوصًا من المؤسسات المحلية والدولية.
هل يمكن للأفراد المشاركة في الاكتتاب ؟
نعم، خصصت الشركة جزءًا من الاكتتاب للأفراد، وقد بلغ الحد الأدنى للاكتتاب 10 أسهم.
وكان بإمكان المستثمرين الأفراد التقديم من خلال البنوك المحلية المعتمدة، وشهدت هذه الشريحة إقبالًا كبيرًا، حيث تم تغطية الاكتتاب بنسبة 148%.
هل كان اكتتاب ارامكو مربحًا للمستثمرين ؟
بالنسبة للكثير من المستثمرين الأفراد الذين احتفظوا بالسهم منذ الاكتتاب، فقد حققوا أرباحًا مجزية من ارتفاع السعر في الأيام الأولى، بالإضافة إلى توزيعات نقدية سخية من الشركة لاحقًا.
ومع تقلبات السوق، يختلف العائد بحسب توقيت الدخول والخروج من السهم.
ما الذي يجعل ارامكو جذابة للمستثمرين ؟
عدة عوامل تجعل أرامكو جذابة:
ضخامة أصولها واحتياطياتها.
تكاليف إنتاج منخفضة.
التزام بتوزيع أرباح منتظمة.
دعم حكومي واضح ضمن رؤية 2030.
هل اكتتاب ارامكو أثر على السوق السعودي ؟
بشكل كبير.
فقد أدى إدراج سهم ارامكو إلى رفع القيمة السوقية الإجمالية للسوق، كما ساعد على زيادة سيولة التداولات وجذب المستثمرين الأجانب، ما ساهم في إدخال السوق إلى مؤشرات عالمية كبرى.
كيف أثرت أسعار النفط على أداء سهم ارامكو ؟
بما أن الشركة تعتمد بشكل كبير على النفط، فإن أسعار الخام تؤثر مباشرة على أرباحها وبالتالي على سعر سهمها.
عندما ترتفع أسعار النفط، غالبًا ما يصعد السهم، والعكس صحيح، إلا أن الشركة أثبتت مرونة في مواجهة تقلبات السوق بفضل تنوع أنشطتها وقدرتها التشغيلية العالية.
هل سيتم طرح المزيد من أسهم ارامكو مستقبلًا ؟
نعم، تم الحديث في أكثر من مناسبة عن نية المملكة طرح المزيد من أسهم ارامكو في المستقبل، سواء في السوق المحلية أو الدولية، بهدف تمويل مشاريع استراتيجية وزيادة مشاركة القطاع الخاص.
ومع ذلك، فإن توقيت وحجم الطروحات المستقبلية سيعتمد على ظروف السوق العالمية والمحلية.
ما هو دور صندوق الاستثمارات العامة (PIF) في اكتتاب ارامكو ؟
لعب صندوق الاستثمارات العامة دورًا محوريًا في اكتتاب ارامكو ، ليس فقط بصفته الجهة المستفيدة من العائدات المالية الضخمة، بل كجزء أساسي من الاستراتيجية الوطنية للتحول الاقتصادي. فقد تم توجيه الجزء الأكبر من عائدات الطرح إلى الصندوق، الذي يستخدمها في:
تمويل مشاريع تنموية داخل المملكة، مثل “نيوم” و”ذا لاين”.
التوسع في استثماراته الدولية في مجالات التقنية، والبنية التحتية، والترفيه.
دعم قطاعات غير نفطية لتعزيز تنويع مصادر الدخل في الاقتصاد السعودي.
الصندوق يُعد الذراع الاستثمارية للحكومة، واكتتاب ارامكو ضاعف من قوته المالية وقدرته على تنفيذ أجندة رؤية 2030.
ما مدى الشفافية التي قدمتها ارامكو خلال الاكتتاب ؟
من أبرز التساؤلات التي دارت حول اكتتاب ارامكو كانت تتعلق بمستوى الشفافية والإفصاح.
وفي هذا السياق، اتخذت ارامكو عدة خطوات:
نشرت نشرة إصدار تفصيلية تضمنت معلومات دقيقة عن أداء الشركة المالي، أصولها، استراتيجيتها، والمخاطر المحتملة.
أفصحت عن تفاصيل التوزيعات التي تنوي تقديمها للمستثمرين.
التزمت بتقديم تقارير دورية مدققة ومراجعة وفق معايير عالمية.
رغم وجود بعض الانتقادات الدولية بشأن عدم الكشف الكامل عن بعض المعلومات (مثل احتساب بعض الالتزامات أو التحديات البيئية)، إلا أن الشركة حازت ثقة معظم المؤسسات المالية الكبرى، ما يدل على قبول واسع للبيانات المقدمة.
كيف أثرت الجغرافيا السياسية في العالم على تقييم سهم ارامكو ؟
سهم ارامكو ، بحكم ارتباطه الوثيق بصناعة النفط وبكونه مملوكًا لحكومة ذات وزن سياسي واقتصادي كبير، يتأثر بمجموعة من العوامل الجيوسياسية، مثل:
الأزمات الإقليمية في منطقة الخليج.
التوترات بين الدول الكبرى، خاصة تلك التي تؤثر في أسعار النفط.
الاتفاقيات الدولية المتعلقة بخفض الانبعاثات والحد من استخدام الوقود الأحفوري.
رغم تلك التحديات، تبقى ارامكو عنصرًا استراتيجيًا مهمًا، وغالبًا ما يُنظر إليها كملاذ آمن من قبل بعض المستثمرين عند تقلب الأسواق، نظرًا لقوتها الإنتاجية الضخمة.
هل اكتتاب ارامكو ساهم في تعزيز مكانة السوق المالية السعودية عالميًا ؟
بكل تأكيد.
فقد ساهم الطرح في:
إدخال السوق المالية السعودية إلى مؤشرات عالمية مثل MSCI وFTSE Russell.
زيادة جاذبية السوق للمستثمرين الأجانب، حيث أصبحت السعودية ضمن أكبر عشر أسواق ناشئة عالميًا.
دعم رؤية المملكة في تحويل الرياض إلى مركز مالي إقليمي وعالمي.
وقد لاحظنا بعد الطرح تزايد تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية إلى “تداول”، مما يدل على أن اكتتاب ارامكو كان محفزًا لثقة المستثمرين العالميين.
ما هو الفرق بين اكتتاب ارامكو المحلي والدولي ؟ ولماذا تم التركيز على السوق السعودية ؟
في البداية، كان هناك توجه لطرح أسهم ارامكو في الأسواق العالمية مثل بورصة لندن أو نيويورك، إلا أن المملكة قررت لاحقًا قصر الطرح على السوق المحلي (تداول) للأسباب التالية:
تخفيف التعقيدات القانونية والتنظيمية التي تفرضها بعض الأسواق الدولية.
ضمان أكبر مشاركة ممكنة من المواطنين السعوديين، وتحفيز الاستثمار المحلي.
إبراز قوة السوق السعودية وإثبات قدرتها على استيعاب أكبر طرح في التاريخ.
ومع ذلك، لا تزال هناك نية معلنة بطرح حصص مستقبلية في أسواق عالمية، متى ما توفرت الظروف الملائمة.
هل هناك مخاطر من الاستثمار في سهم ارامكو ؟
رغم جاذبية السهم، إلا أن الاستثمار فيه لا يخلو من المخاطر، مثل:
تقلب أسعار النفط وتأثيرها على أرباح الشركة.
التحول العالمي نحو الطاقة المتجددة، ما قد يؤثر في الطلب المستقبلي على النفط.
مخاطر تنظيمية، كفرض ضرائب أو قيود دولية على انبعاثات الكربون.
تعرض المنشآت النفطية للهجمات، كما حدث في هجمات بقيق وخريص عام 2019.
لكن ارامكو تُظهر مرونة تشغيلية عالية، وتقوم بتنويع استثماراتها تدريجيًا، بما يقلل من هذه المخاطر على المدى البعيد.
هل من المتوقع أن يعاد تسعير سهم ارامكو أو أن يتغير نظام توزيعاته ؟
حاليًا، يتم تداول سهم ارامكو بناءً على آليات السوق، والتسعير يخضع للعرض والطلب.
أما فيما يخص التوزيعات، فقد التزمت الشركة منذ الاكتتاب بتوزيع أرباح سنوية لا تقل عن 75 مليار دولار، وهو ما يجعلها واحدة من أكبر موزعي الأرباح في العالم.
ومع تحسن أرباح الشركة في السنوات الأخيرة، بدأت التوزيعات ترتفع تدريجيًا.
قد يتم تعديل هذه التوزيعات مستقبلًا صعودًا أو هبوطًا حسب:
الأرباح المحققة.
استثمارات الشركة الجديدة.
التوجهات الاستراتيجية للإدارة.
اكتتاب ارامكو لم يكن مجرد حدث مالي عابر، بل كان لحظة تاريخية جسدت طموحات المملكة الاقتصادية وخططها المستقبلية.
وقد شكّل الاكتتاب نقطة تحول في تاريخ السوق المالية السعودية، وفتح الباب أمام المستثمرين المحليين والعالميين للمشاركة في قصة نجاح عملاقة.
وبينما تستمر ارامكو في التطور، يبقى مستقبلها الاستثماري مرتبطًا بالتحولات العالمية في الطاقة والاقتصاد، وهو ما يجعل متابعة أخبارها وتحليل أدائها أمرًا لا غنى عنه لأي مستثمر ذكي.
قناة ثري على اليوتيوب : اضغط هنا لمشاهدة الفيديوهات .